الشباب ومنع التطرُّف المصحوب بالعنف (التطرُّف العنيف)
ما هو دور الشباب في منع التطرُّف المصحوب بالعنف (التطرُّف العنيف)؟
على الرغم من عدم وجود تعريف متفق عليه عالمياً للتطرُّف المصحوب بالعنف، يشير هذا المصطلح، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو إلى معتقدات وأفعال الأشخاص الذين يدعمون العنف أو يستخدمونه لتحقيق أهداف أيديولوجية أو دينية أو سياسية.
ويمكن أن يشمل ذلك الإرهاب وغيره من أشكال العنف القائم على دوافع سياسية. وفي ظل ما يعانيه الشباب من تهميش وبطالة وفقر، فهم معرَّضون بشكل خاص للتجنيد من قِبل الجماعات المتطرِّفة، الأمر الذي يفسّر سبب توجُّه العديد من الأنشطة الرامية إلى منع التطرُّف العنيف إلى الشباب تحديداً. وللأسباب نفسها، لطالما نُظِر إلى الشباب بوصفهم من مرتكبي العنف المتطرِّف أو من ضحاياه، وهُمِشوا عندما حان وقت بذل جهود سلام رفيعة المستوى. لكن، مع تقدّم الخطة المتعلّقة بالشباب والسلام والأمن، اعتُرِف بالدور الحاسم للشباب في تنفيذ الجهود الرامية إلى منع التطرُّف العنيف. ويُعترف الآن على نطاق واسع بأن الشباب في وضع أفضل لتعزيز ثقافة التسامح بين أقرانهم من خلال إشراكهم ودعمهم وتشجيعهم، ولتحضيرهم بشكل أفضل للتفاعل الإيجابي مع العالم من حولهم.
لنتعمق أكثر …
يمكن لمجموعة متنوّعة من الجهات الفاعلة أن تنفّذ البرامج الرامية إلى منع التطرُّف العنيف، بأساليب تتراوح من التعليم الرسمي إلى الرياضة والفن لتعزيز العدالة والمساواة والاحترام والاعتراف. ومع ذلك، لا تهدف هذه التدخلات إلى فرض خطاب السلام والتعاطف والتسامح بالقوة، بل إلى توفير أكبر عدد ممكن من الفرص لظهور هذه الصفات بشكل طبيعي.
ويساهم الشباب في منع التطرُّف العنيف بسُبُل مختلفة، مثلاً من خلال:
● الدعوة والتوعية لمنع التطرُّف العنيف عبر الإنترنت وخارجه، بوسائل منها حملات الرسائل الإعلامية، أو فعاليات التوعية، أو التدريب على القيادة، أو ورش العمل والحوارات مع الشباب لإزكاء وعيهم لرفض نداءات جماعات التطرُّف العنيف وتعزيز التسامح والتنوّع والسلام.
● الأنشطة الفنية والثقافية التي من شأنها مساعدة الشباب على التعبير عن هويتهم وتجاربهم وعواطفهم، وتوفّر أداة تواصل بين مختلف المجموعات والأفراد.
● الأنشطة الرياضية، التي تسهم في بناء الجسور بين المجموعات والثقافات والأديان على اختلافها، من خلال تعزيز التعاون بين المجموعات المتنوّعة وتوحيد مختلف المشاركين في تحقيق هدف مشترك.
● مشاريع التطوّع وتعلُّم الخدمة، التي تشجّع على تنمية المهارات والتمكين والمشاركة المدنية للشباب، وتُعزز في الوقت نفسه الاستجابة لاحتياجات المجتمع.
● مبادرات التوظيف وريادة الأعمال، التي يمكن أن تربط الشباب بالوظائف أو تدعم مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة الحجم، مما يساعد على أتاحة فرص أكبر للشباب والحدّ من الدوافع المادية والاجتماعية للتطرُّف العنيف.
● تطوير المحتوى عبر الإنترنت، بما في ذلك مقاطع الفيديو والألعاب وموارد التعلُّم لتيسير الحوار بين الثقافات والتبادل بين المجموعات المختلفة، والتعريف بالثقافات والشعوب والتواريخ المتنوّعة.
ممارسة جيدة: ألعاب الإنترنت لمنع التطرُّف المصحوب بالعنف
توفر ألعاب الإنترنت وسيلة فعالة للحدّ من أوجه التباين بين الشباب من خلفيات متنوّعة، ومواجهة الوصم والقوالب النمطية، وتعزيز التعاون بين اللاعبين من مختلف الثقافات والأديان والمجموعات العرقية. ألعاب من أجل السلام هي منصة مخصّصة لتضييق الهوّة بين الشباب من إسرائيل ودولة فلسطين والعديد من دول الشرق الأوسط من خلال ألعاب الفيديو الشعبية مع عناصر إضافية من التواصل والتعاون. وتساعد هذه المنصّة على تنمية الثقة والصداقة بين الأطفال والشباب من مناطق النزاع، ما من شأنه تعزيز التسامح والقبول والإسهام في الجهود الرامية إلى إرساء السلام.
أين يمكنني الحصول على معلومات إضافية؟
للحصول على معلومات إضافية، يرجى الاطلاع على:
- منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) دليل بقيادة الشباب بشأن منع التطرُّف العنيف من خلال التعليم
- United Nations Development Program (UNDP) global report Frontlines: Young people at the forefront of preventing and responding to violent extremism
- تقرير مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن أفضل الممارسات والدروس المستخلصة بشأن الكيفية التي تُساهم بها حماية حقوق الإنسان وتعزيزها في منع التطرُّف العنيف ومكافحته، لعام 2016.
الشباب وبناء السلام
ما هو الدور الذي يؤديه الشباب في بناء السلام؟